الاعلامية هديل عليان ودور العنصر النسائي في الاعلام

الاعلامية هديل عليان ودور العنصر النسائي في الاعلام

الإعلامية هديل عليان تتناول مشوارها الصحفي المليء بالإنجازات ودور العنصر النسائي في المجال الإعلامي.

ضمن احتفال ملتقى المرأة الإعلامية العراقية بمناسبة الذكرى الحادية عشرة من تأسيسها الذي تزامن مع ذكرى استشهاد الصحافية العراقية أطوار بهجت، وبحضور سفير دولة فلسطين لدى العراق أحمد عقل وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية وممثل الأمم المتحدة في العراق وعدد من مؤسسات الحكومة المحلية وشخصيات سياسية عراقية، تسلّمت الإعلامية الفلسطينية هديل عليان، التي تعمل في “الشرق للأخبار” جائزة أطوار بهجت في العاصمة بغداد، عن فئة أفضل صحفية في الشرق الأوسط.

وفي حوار أجرته وكالة السومرية نيوز، أعربت الصحفية ومذيعة الأخبار هديل عليان عن بالغ سعادتها بحصد جائزة أطوار بهجت الصحفية ببغداد، تتويجاً لمشوارها الإعلامي المتميز والمتفرد طوال السنوات الماضية. هذه هي الجائزة الثانية والتكريم التي تحصل عليها عليان، حيث تم اختيارها ك‍أفضل إعلامية في الشرق الأوسط لعام 2021، وحصلت على جائزة الطاووس من المنتدى العالمي للتواصل الاجتماعي برعاية الأمير علي بن الحسين في العاصمة الأردنية عمان. وهذا ما دار في المقابلة:

في البداية، نود أن نعرف بصورة مختصرة من هي هديل عليان؟
هديل عليان إعلامية فلسطينية وشخصية بسيطة لكن طموحة جداً. وضعتني الحياة في طريق الإعلام، الذي بدأت فيه الطريق من الصفر، واليوم أنا بينكم. لقد حققت أموراً كثيرة، لكن ما زالت أحلامي كبيرة وما زلت أطمح أن أحقق المزيد.

• متى كانت بداية المشوار الصحافي وكيف؟ هل كان للعائلة دور في زرع الطموح الصحفي؟
البداية كانت صدفة، فقد كنت في زيارة لوالدي في تلفزيون فلسطين، حيث كان يعمل هناك، وكنت لا أزال في سنوات دراستي الجامعية آنذاك. حينها، كان قطاع غزة يشهد الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وقد عرض عليّ تلفزيون فلسطين فرصة العمل معهم كمذيعة لأحد البرامج الكبيرة التي ستغطي الحدث. أذكر جيداً ظهوري الأول على الشاشة الذي صادف اليوم نفسه الذي أجريت فيه “تست كاميرا” للمرة الأولى في حياتي. وهكذا كانت البداية. أما عائلتي، فكانت الداعم الأول والأكبر بالطبع، بينما كان والدي صحفياً رياضياً مخضرماً.

• أيهما أصح إدراج الصحافة تحت مسمى الهواية أو الموهبة أم أنها غير ذلك؟
الصحافة مسؤولية كبيرة للغاية، ومن الصعب جداً لأي هاوي أن ينجح أو يستمر في هذا المجال. مما لا شك فيه أن الموهبة هي الأقرب، لكنها لا تكفي وحدها، بل يجب أن تُصقل بالتعلم والخبرة والتطوير والثقة بالنفس، بالإضافة إلى الذكاء والاجتهاد من بين أمور أخرى عدة.

• العمود الفقري للصحافة هي القراءة والاطلاع. بمن تأثرت؟ ولمن تقرئين؟
درست مادة الأدب الإنجليزي في الجامعة وتأثرت حينها بأكثر من كاتب، أمثال وليام شكسبير، وإيملي برونتي، وتشارليز ديكنز وغيرهم، كما أن كتابات إرنست هيمنغواي كانت تشدني للغاية. حالياً لدي شغف بالأدب الفرنسي، ومؤخراً تجذبني جداً كتابات الروائية الروسية من أصول أوكرانية إيرين نيميروفسكي. هذا إضافة إلى قراءة المقالات المتنوعة، والاطلاع بشكل يومي على الآراء المختلفة فيما يتعلق بالقضايا السياسية اليومية بحكم ضرورة مواكبة عملي.

• تخليداً لذكرى شهداء الكلمة: جائزة أطوار بهجت في ذكرى وفاتها السادسة عشرة هي أكثر من مجرد تكريم، بل هي دلالة على المشاركة المستمرة والفاعلة للعنصر النسائي في العمل الصحفي. ماذا مثلت هذه الجائزة لك؟
دفعت الراحلة أطوار بهجت حياتها ثمناً للكلمة ونقل الحقيقة، وخلدت بذكراها تاريخاً كاملاً، ليس كونها كانت صحافية فحسب، بل لشجاعتها كسيدة في نقل الحقيقة في وقت لم يجرؤ فيه أحد القيام بذلك. ويُثبت هذا في حد ذاته أن للمرأة وزناً وثقلاً إعلامياً مهماً جداً. ستبقى هذه الجائزة من أهم الإنجازات التي حققتها والأقرب إلى قلبي، بسبب اسم صاحبتها وكونها من بلد العراقة بغداد، كما زادتني مسؤولية أن أستمر في تحقيق نجاحات أكبر وأكثر في حياتي المهنية.

• من وجهة نظرك، ما هي التحديات التي تواجهها النساء بشكل خاص في مجال الصحافة والإعلام؟
تختلف التحديات من مجتمع لآخر ومن دولة لأخرى. أعتقد أن التحدي الأكبر هو إثبات نفسها، ووضع بصمة مؤثرة، وأن يكون لديها شيء مختلف تستطيع تقديمه، خاصة وأن المجال أصبح مزدحماً جداً، والمنافسة كبيرة والأذواق مختلفة. كما بات المجال مختلفاً عمّا كان عليه فيما يتعلق بمعاني الصحافة بشكل عام.

• “جائزة المنتدى العالمي للتواصل الاجتماعي“: ما هي أهمية مثل هكذا جوائز وماذا تمثل للصحفي؟
لا شك في أن الإعلامي يعمل طوال حياته لكي يصل إلى مرحلة التكريم، إذ تكون من أجمل لحظات حياته المهنية كونها تعتبر بمثابة مكافأة جميلة بعد سنوات من الجهد الكبير والعمل الدؤوب في مسيرته. في مثل هذه اللحظة، يعلم الإعلامي كم هو مؤثر، وكم استطاع أن يحفر لنفسه مكانة مهمة. الصحافة مهنة شاقة جداً، والنجاح فيها ليس سهلاً.

• “حرية الصحافة والتعبير عن الرأي”: كيف ترين هذا المفهوم في الصحافة العربية؟ وهل لهذه الحرية سلبيات أكثر من الإيجابيات؟
السؤال مهم، والإجابة متشعبة حقيقة. حرية الصحافة والتعبير مصطلح فضفاض بالمقاييس الحالية، لكونه يمتد من الإعلام بمختلف أشكاله مكتوباً ومسموعاً ومرئياً وصولاً إلى الإعلام الفردي عبر السوشال ميديا، والذي قلب كل النظريات الإعلامية الكلاسيكية. لن أنكر أن الصحافة ما زالت تعاني من التقييد في بعض الأماكن، وهنالك مناطق لا توجد فيها حرية كافية للصحافة، لكن هنالك أيضاً من يستغل حرية الصحافة بشكل خاطئ، ويستخدمها لتحقيق أهداف معينة، مُحرضة أكثر منها لخدمة الكلمة والموقف. لذلك، تحتاج المنظومة ككل للضبط والتقييم بشكل مستمر.

• من وجهة نظرك، هل يوجد للصحافة المستقلة خطوط حمراء؟ وما هي القيود والمعوقات التي تواجه الصحافيين؟
هنالك خطوط حمراء في كافة المجالات وليس فقط الصحافة إذ تحوّل العالم اليوم إلى إعلام المواطن الذي بدوره حوّل مالك الهاتف الذكي إلى إعلامي بسيئاته وحسناته. أما فيما يتعلق بالقيود والمعوقات، فهي مختلفة حيث هنالك محظورات وقيود توضع في بعض المناطق لمنع الوصول للمعلومة أو الحقيقة، وتكون لها حسابات عديدة في هذه الحالة.

• ما هي قراءتك للمشهد الإعلامي العراقي؟
شهد المشهد الإعلامي العراقي تغييراً كاملاً عقب التغيير عام ٢٠٠٣، حيث تفاجأ المواطن العراقي بعشرات الصحف والمجلات والفضائيات والإذاعات المسموعة، بعد أن كان مقتصراً على البث المركزي للدولة بقناتين أو ثلاث وصحف وإذاعات محدودة. وما كاد العراقيون يستوعبون هذا الضخ الإعلامي حتى فاجأتهم السوشال ميديا بمختلف تطبيقاتها. وكان كل ذلك يحوي مختلف أشكال الطرح الإعلامي بمختلف توجهاته ومحدداته السياسية والاجتماعية، فيما لا ننكر أن للإعلام العراقي تأثيراً كبيراً وواسعاً في كافة الفئات المجتمعية في ظل وعي كبير جداً من المواطن أيضاً.

المصدر السومرية نيوز

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments